تعد الآلام السرطانية المزمنة من أكثر الأعراض التي تؤثر على جودة حياة مرضى السرطان فهي لا تقتصر فقط على الجانب الجسدي بل تمتد لتؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للمريض ويعد التعامل مع هذه الآلام جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية المتكاملة لمرضى السرطان خاصة في المراحل المتقدمة من المرض

ما المقصود بالآلام السرطانية المزمنة

الآلام السرطانية المزمنة هي الألم المستمر أو المتكرر الناتج عن الورم السرطاني نفسه أو عن العلاج مثل الجراحة أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي وقد تستمر هذه الآلام لأسابيع أو أشهر وقد ترافق المريض طوال فترة المرض

أسباب الآلام السرطانية المزمنة

• ضغط الورم على الأعصاب أو الأنسجة بعض أنواع السرطان مثل سرطان العظام أو البنكرياس تسبب آلامًا شديدة نتيجة ضغط الورم على الأعصاب أو اختراقه للعظام

• الالتهابات أو التقرحات الناتجة عن العلاج بعض العلاجات قد تسبب تلفًا في الأنسجة أو التهابات مزمنة

• العمليات الجراحية قد تؤدي إلى آلام ما بعد العملية أو تلف الأعصاب

• الانتقال إلى العظام أو النخاع الشوكي غالبًا ما ترتبط بألم مزمن حاد يصعب تحمله دون تدخل دوائي

أنواع الآلام السرطانية المزمنة

1 ألم موضعي يكون محددًا في منطقة الورم أو الأنسجة المتأثرة
2 ألم عصبي نيروباثي ينتج عن تأثر الأعصاب ويكون حادًا حارقًا أو يشبه الصدمة الكهربائية
3 ألم ارتدادي يظهر بعد فترة قصيرة من انتهاء مفعول مسكن الألم
4 ألم نفسي المنشأ يرتبط بالحالة النفسية ويزداد مع التوتر والقلق

كيف يتم تشخيص الآلام السرطانية المزمنة

يعتمد الأطباء في تشخيص هذه الآلام على عدة عوامل منها

• تقييم المريض لشدة الألم باستخدام مقياس من 0 إلى 10

• تحديد مكان الألم ومدته وطبيعته

• معرفة الأدوية المستخدمة وفعاليتها

• الفحوصات التصويرية مثل الأشعة أو الرنين لتحديد مصدر الألم

طرق التخفيف من الآلام السرطانية المزمنة

1 العلاج الدوائي

• المسكنات العادية مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب

• المسكنات الأفيونية مثل المورفين أو الفنتانيل وتستخدم في الحالات الشديدة وتحت إشراف طبي

• أدوية الأعصاب مثل الجابابنتين لعلاج الألم العصبي

• مضادات الاكتئاب أو القلق لتقليل التأثيرات النفسية المرافقة للألم

2 العلاج التكميلي

• العلاج الطبيعي لتحسين الحركة وتخفيف التشنجات

• تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق

• العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المريض على التكيف مع الألم

3 التدخلات الطبية المتقدمة

• حقن الأعصاب أو الحبل الشوكي لتسكين الألم

• مضخات تسريب الأدوية تحت الجلد

• في بعض الحالات قد يُلجأ إلى الجراحة لتقليل الضغط العصبي

دور الفريق الطبي في إدارة الآلام

إدارة الآلام السرطانية المزمنة تتطلب فريقًا متعدد التخصصات يضم أطباء الأورام وأخصائيي الألم والممرضين والأخصائيين النفسيين فالرعاية التلطيفية تسهم في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية وتمنح المريض حياة أكثر راحة وكرامة

أهمية الدعم النفسي والاجتماعي

إلى جانب العلاج الطبي فإن الدعم الأسري والمعنوي يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة المريض على مواجهة الألم والتكيف معه وقد أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يتلقون دعمًا نفسيًا متواصلاً يستجيبون بشكل أفضل للعلاج ويشعرون بألم أقل حدة

تمثل الآلام السرطانية المزمنة تحديًا حقيقيًا في رحلة علاج مرضى السرطان لكن إدارتها بشكل علمي وإنساني يمكن أن يقلل من معاناة المريض بشكل كبير ومن خلال الجمع بين العلاج الدوائي والرعاية النفسية والاجتماعية يمكن تحسين نوعية الحياة وتخفيف الآثار الجانبية المصاحبة للمرض